أحدُها إضمار الشِأن فيها كما أضمر في ( كان ) والثاني تعليقُها عن العمل في المواضع الثلاثة التي ذكرت .
والثالث جواز إلغائها إذا توسطت أو تأخرت وليس كذلك ( أعطيت ) وبابه فإنّك لو قلت زيدٌ أعطيت درهم لم يجز .
والرابع أنَّه لا يجوز الاقتصار على أحد مفعوليها وقد ذكرت علَّته والخامس جواز أتِّصال ضمير الفاعل والمفعول بها وهما لشيءٍ واحد كقولك ظننتني قائماً ويذكر في موضعه .
فصل .
وقد تكون ( ظننت ) بمعنى اليقين كقوله تعالى ( الَّذينَ يظنُّونَ أنَّهم مُلاقُو رَبّهم ) وقد تكون بمعنى ( اتَّهمت ) فتتعدَّى إلى واحد لأنَّ التهمة لنفس زيد لا لصفته وقد تكون علمت بمعنى ( عرفت ) فتتعدّى إلى واحد كقوله تعالى ( وآخَرِينَ من دُونِهِم لا تَعلمونَهُم ) لأنَّ المعرفة والجهالة تتعلَّق بعين زيد لا بصفته وتكون ( رأيت ) من رؤية البصر فتتعدى إلى واحد فإنْ جاء منصوبٌ معها فهو حال