والثاني أنّ خبر ( إنّ ) مرفوع ولا بّد لهُ من رافع ولا يجوز أن يرتفع بغير ( إنّ ) إذ لا عامل سواها والذي كان قبل دخول ( إنّ ) هو المبتدأ وقد بطل ابتداؤه ولهذا لا يعمل الخبر هنا في الاسم لعمل ( إنّ ) فيه فلذلك لا يعمل المبتدأ هنا في الخبر .
واحتجّ الآخرون بقول الشاعر [ الرجز ] 30 - .
( لا تتركني فيهمُ شطيرا ... إنّي إذن أهلك أو أطيرا ) - الرجز - فنصب ( أهلكَ ) ب ( إذن ) ولم يجعله خَبَر ( إنّ ) .
واحتجّوا أيضاً بقول العرب إنّ بك تكفّل زيد فَجَعل الفعل في أسمها ولو كانت هي الفاعلة في الخبر لم تكن كذلك والعلّة فيه أنّ هذه الحروف فروع في العمل فلم تَقْوَ على العمل في الاسمين .
والجواب أمَّا البيت فمن الشذوذ وتأويلُه أنَّه حذف الخبر لدلالة الباقي عليه تقديره إني أذلّ فأمَّا المسألة المذكورة فلا حجَّة فيها لأنَّ اسم ( إنَّ ) محذوف وهو ضمير الشأن فتقديره إنَّه بك تكفلَّ زيد