أحدها أنَّه غلط من الفررزدق لأنَّ لغته تميميَّة وهم لا ينصوبه بحال لكّنه ظنَّ أنَّ أهل الحجاز ينصبون خبرها مؤخرَّاً ومقدَّماً والثاني أنَّها لغة ضعيفة والثالث أنَّه حال تقديره ( إذ ما في الدنيا بشرٌ مثلُهم ) فلَمَّا قدَّم صفة النكرة نصبها وهذا ضعيف لأنَّ العامل في الحال إذا كان معنى لا يحذف ويبقى عمله إلاَّ أنَّهُ سوّغه شبه ( مثل ) بالظرف والرابع أنَّه ظرف تقديره ( وإذ ما مكانهم بشر ) أي في مثل حالهم إلاّ أنّه سوَّغه شبه مثل بالظرف .
فصل .
ويبطل عملها بتقديم معمول الخبر كقولك ما طعامَكَ زيدٌ آكل لأنَّ معمول الخبر لا يقع إلاَّ حيث يقع العامل فتقديمه كتقديم العامل ولو تقدَّم العامل لكان مرفوعاً فكذلك إذا تقدَّم معمولُه وكلُّ موضع لا ينتصب فيه خبر ( ما ) لا تدخل عليه الباء كما لا يدخل على خبر المبتدأ فإنْ قلت طعامَكَ ما زيدٌ آكلاً لم يجز نصبت الخبر أو رفعته لأنَّ ( ما ) لها صدر الكلام وأجاز ذلك الكوفيُّون وقاسوه على ( لا ) و ( لم )