الطريقة إذ كان لهذه الأفعال في النحو طريقة تخالف فيها بقيَّة الأفعال ولهذه العلَّة خصّوها من بين الأفعال بالدخول على المبتدأ والخبر .
وأمَّا ( ليس ) فمن البصريَّين من قال هي حرف وإنَّ الضمير اتَّصل بها لشبهها بالأفعال كما اتَّصل الضمير ب ( ها ) على لغة من قال في التثنية ( هاءا ) وفي الجمع ( هاؤوا ) وأبو عليّ يشير إليه في كتبه كثيراً ويقوِّي ذلك أنَّها لا تدلُّ على زمان وأنَّها تنفي كما تنفي ( ما ) وأنَّهم شبَّهوها ب ( ما ) في إبطال عملها بدخول ( إلاَّ ) على الخبر في قولهم ليس إلاَّ الطيب المسك بالرفع فيهما .
ومن قال هي فعلٌ لفظيٌّ فقد احتجَّ بما ذكرنا وسلبت التصرُّف لشبهها بها ويدلُّ على أنَّها فعلٌ جواز تقديم خبرها على اسمها عند الجميع وتقديمه عليها عند كثير منهم بخلاف ( ما ) .
فصل .
وإنَّما كانت ( كان ) أمّ هذه الأفعال لخمسة أوجه .
أحدها سعة أقسامها