معلوم بضرورة العقل كما قال الله تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) .
ومثال التقديم بالطبع قوله تعالى ( مثنى وثلاث ورباع ) وكذلك سائر ما يتقدم من الأعداد بعضها على بعض إنما يتقدم بالطبع لأن كل رتبة منه إنما تتركب مما قبلها كتقديم الجسم على الحيوان والحيوان على الإنسان .
ومنه أيضا تقديم العزيز على الحكيم وربما كان من تقديم السبب على المسبب وقد روي أن أعرابيا لا يحفظ القرآن سمع قارئا يقرآ ( إن الله حكيم عزيز ) فقال ما هكذا أنزلت فقرأ ذلك ( عزيز حكيم ) فقال هذا صحيح عز فلما عز حكم .
ومثل هذا في القرآن العظيم والكلام كثير كقوله تعالى ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) لأن التوبة سبب الطهارة وكذلك قوله تعالى ( كل أفاك أثيم ) و ( كل معتد أثيم ) لأن الأول سبب الإثم وكذلك الاعتداء .
وأما التقديم بالرتبة فكقوله تعالى ( هماز مشاء بنميم ) لأن المشي مرتب على القعود في المكان والهماز العياب وذلك لا يفتقر إلى حركة وانتقال من موضعه بخلاف النميمة