ومما نحن على سمته قول الله - عَزَّ وجَلّ - ( لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي ) وأصله : لكنْ أَنا فخفّفت الهمزة ( بحذفها وإلقاء ) حركتها على نون لكنْ فصارت لكِنَنَا فأُجري غير اللازم مُجرى اللازم فاستثقل التقاء المِثْلين متحركين فأسكن الأوّل وادّغم في الثاني فصار : لِكنّا كما ترى . وقياس قراءة من قرأ : " قَالُلاَن " فحذفت الواو ولم يحفِل بحركة اللام أن يظهر النونين هنا لأن حركة الثانية غير لازمة فيقولَ : لكنَنا بالإظهار كما تقول في تخفيف حوْأبة وجَيْئل : حَوَبة وجَيَل فيصحّ حرفا اللين هنا ولا يقلبان لمّا كانت حركتهما غير لازمة .
ومِن ذلك قولهم في تخفيف رُؤْيا ونُؤْى : رُويَا ونُوىُ فتصحّ الواو هنا وإن سكنت قبل الياء من قبَل أن التقدير فيهما الهمز كما صحت في ضَوٍ ونَوٍ تخفيف ضَوْء ونَوْء لتقديرك الهمز وإرادتك إياه . وكذلك أيضا صحّ نحو شَي وفَيٍ في تخفيف شيء وفَيْء لذلك .
وسألت أبا عليّ - C - فقلت : مَن أجرى غير اللازم مُجرى اللازم فقال : لكنّا كيف قياس قوله إذا خفّف نحو حَوْءبَة وجَيْئل أيقِلبُ فيقولَ : حابة وجال أم يقيم ( على التصحيح فيقولَ حَوَبة وجَيَل ) فقال : القلب هنا لا سبيل إليه . وأومأ إلى أنه أغلظ من الادّغام فلا يقدَم عليه