من يُتبع فيقول : مُدُّ وفرِّ وعَضَّ ومنهم من يكسر فيقول ك مُدِّ وفِر وعَضِّ ومنهم من يفتح لالتقاء الساكنين فيقول : مُدَّ وفِرِّ وَعَضَّ . ثم رأيناهم كلَّهم مع هذا مجتمعين على فتح آخر هَلُمَّ وليس أحد يكسر الميم ولا يضمَّها - فدلّ ذلك على أنها قد خُلِجت عن طريق الفعلية وأخلِصت اسما للفعل بمنزلة دونك وعندك وروَيدك وتَيْدك : اسم اثبت وعليك بكرا : اسم خُذ ( وهو كثير ) .
ومنه قوله : .
( أقول وقد تلاحقت المطايا ... كذاك القولَ إنّ عليك عَيْنَا ) .
فهذا اسم احفظ أو اتقِ القول .
وقد جاءت هذه التسمية للفعل في الخبر وإنما بابها الأمر والنهي من قِبَل أنهما لا يكونان إلا بالفعل فلّما قويت الدلالة فيهما على الفعل حسُنت إقامة غيره مُقامَه . وليس كذلك الخبر لأنه لا يُخصُّ بالفعل ألا ترى إلى قولهم : زيد أخوك ومحمد صاحبك فالتسمية للفعل في باب الخبر ليست في قوّة ( تسميته في ) باب الأمر والنهي . وعلى ذلك فقد مرَّت بنا ( منه ) ألفاظ صالحة جمعها طول التقرِّي لها . وهي قولهم : أفَّ اسم الضجر وفيه ثماني لغات أفِّ وأفٍّ وأفَّ وأْفٌّ وأفَّ وأفَّا وأفّىِ ممال وهو الذي تقول فيه العامّة : أفى وأفْ خفيفة . والحركة