وكذلك ميم مفعول جعلت واو مفعول وإن كانت للمد دليلة على معنى اسم المفعول ولولا الميم لم تكن إلا للمد كفعول وفعيل وفعال ونحو ذلك إلا أنها وإن كانت قد أفادت هذا المعنى فإن ما فيها من المد والاستطالة معتد فيها مراعى من حكمها . ويدلك على بقاء المد فيها واعتقادها مع ما أفادته من معنى اسم المفعول له أن العرب لا تلقى عليها حركة الهمزة بعدها إذا آثرت تخفيفها بل تجريها مُجراها وهي للمد خالصة ألا تراهم يقولون في تخفيف مشنوءة بالادغام البتة كما يقولون في تخفيف شَنُوءة . وذلك قولهم : مشنوة كشنوة فلا يحركون واو مفعول كما لا يحركون واو فعول وإن كانت واو مفعول تفيد مع مدها اسم المفعول وواو فعول مخلصة للمد البتة .
فإن قلت : فما تقول في أفعول نحو أسكوب هل هو ملحق بجرموق قيل : لا ليس ملحقا به بل الهمزة فيه للبناء والواو فيه للمد البتة لأن حرف المد إذا جاور الطرف لا يكون للإلحاق أبدا لأنه كأنه إشباع للحركة كالصياريف ونحوه ولا يكون أفعول إلا للمد ألا ترى أنك لا تستفيد بهمزة أفعول وواوه معنى مخصوصا كما تستفيد بميم مفعول وواوه معنى مخصوصا وهو إفادة اسم المفعول . فهذا من طريق التأمل واضح . وإذا كان كذلك فكذلك إفعيل لا يكون