منصوبة بالفعل المحذوف الذي نصب السباع في التقدير . ولو رفعت السباع لكانت ( على ) هذه مرفوعة الموضع لكونها خبرا عن السباع مقدما وكانت تكون متعلقة بالمحذوف كقولنا في قولهم : في الدار زيد . ( وعلى هذا ) قال الآخر : .
( تذكَّرتْ أرضا بِها أهلُها ... أخوالَها فيها وأعمامَهَا ) .
لك فيها وجهان : إن شئت قلت : إنه أضمر فعلا للأخوال والأعمام على ما تقدم فنصبهما به كأنه قال فيما بعد : تذكرت أخوالها فيها وأعمامها . ودل على هذا الفعل المقدر قوله : تذكرت أرضا بها أهلها لأنه إذا تذكر هذه الأرض فقد علم أن التذكر قد أحاط بالأخوال والأعمام لأنهم فيها على ما مضى من الأبيات . وإن شئت جعلت ( أخوالها وأعمامها ) بدلا من الأرض بدل الاشتمال على قول الله سبحانه : ( قُتِل أصحابُ الأخدود النارِ ذات الوقود ) .
فإن قلت : فإن البدل العاملُ عندك فيه هو غير العامل في المبدل منه وإذا كان الأمر كذلك فقد آل الحديث إلى موضع واحد وهو إضمار الفعل فلم قسمت الأمر فيهما إلى موضعين .
قيل : الفرق قائم . ووجهه أن اتصال المبدل بالمبدل منه أشد من اتصال ما حمل على المعنى بما قبله وإنما يأتى بعد استقرار الكلام الأول ورسوخه