فأما ما أنشده أبو الحسن من قوله : .
( لسنا كمن حلَّت إيادٍ دارَها ... تكريتَ ترقب حَبَّها أن يُحصَدا ) .
فمعناه : لسنا كمن حلت دارها ثم أبدل ( إيادٍ ) من ( من حلت دارها ) فإن حملته على هذا كان لحنا لفصلك بالبدل بين بعض الصلة وبعض فجرى ذلك في فساده مجرى قولك : مررت بالضارب زيدٍ جعفرا . وذلك أن البدل إذا جرى على المبدل منه آذن بتمامه وانقضاء أجزائه فكيف يسوغ لك أن تبدل منه وقد بقيتْ منه بقية ! هذا خطأ في الصناعة . وإذا كان كذلك والمعنى عليه أضمرتَ ما يدل عليه ( حلت ) فنصبت به الدار فصار تقديره : لسنا كمن حلت إياد أي كإيادٍ التي حلت ثم قلت من بعده حلت دارها . فدل ( حلت ) في الصلة على ( حلت ) هذه التي نصبت ( دارها ) .
ومثله قول الله سبحانه : ( إنه على رَجْعِهِ لقادر . يوم تُبلى السرائر ) أي يرجعه يوم تبلى السرائر فدل ( رَجْعِه ) على يرجعه . ولا يجوز أن تعلق ( يوم ) بقوله ( لقادر ) لئلا يصغر المعنى لأن الله تعالى قادر يوم تبلى السرائر وغيره في كل وقت وعلى كل حال على رجع البشر وغيرهم . وكذلك قول الآخر