فهذه وجوه التقديم والتأخير في كلام العرب . وإن كنا تركنا منها شيئا فإنه معلوم الحال ولا حق بما قدمناه .
وأما الفروق والفصول فمعلومة المواقع أيضا .
فمن قبيحها الفرق بين المضاف والمضاف إليه والفصل بين الفعل والفاعل بالأجنبي وهو دون الأول ألا ترى إلى جواز الفصل بينهما بالظرف نحو قولك : كان فيك زيد راغبا وقُبح الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف نحو قول الفرزدق : .
( فلمَّا لِلصلاة دعا المنادِى ... نهضتُ وكنتُ منها في غُرور ) .
وسترى ذلك .
ويلحق بالفعل والفاعل في ذلك المبتدأ والخبر في قبح الفصل بينهما .
( وعلى الجملة فكلّما ازداد الجزءان اتصالا قوى قُبحْ الفصل بينهما ) .
فمن الفصول والتقديم والتأخير قوله : .
( فقدْ والشكُّ بيَّن لى عَناءٌ ... بَوشْك فراقهم صُرَدٌ يصيح )