( يا رُبَّ أبَّاز من العُفْر صَدَعْ ... تقَّبض الذئب إليه واجتمع ) .
( لمَّا رأى أن لاّدَعَهْ ولا شِبَعْ ... مال إلى أرطاه حِقْف فالْطَجَعْ ) .
فأبدل لام الطجع من الضاد وأقر الطاء بحالها مع اللام ليكون ذلك دليلا على أنها بدل من الضاد . وهذا كصحة عور لأنه بمعنى ما تجب صحته وهو أعورَّ . وقد مضى ذلك .
ومن ذلك امتناعهم من تصحيح الواو الساكنة بعد الكسرة ومن تصحيح الياء الساكنة بعد الضمة . فأما قراءة أبى عمرو ( يا صالح ايتنا ) بتصحيح الياء بعد ضمة الحاء فلا يلزمه عليها ان يقول : يا غلام اوجل . والفرق بينهما أن صحة الياء في ( يا صالح ايتنا ) بعد الضمة له نظير وهو قولهم : قيل وبيع فحمل المنفصل : على المتصل وليس في كلامهم واو ساكنة صحت بعد كسرة فيجوز قياسا عليه يا غلام اوجل .
فإن قلت : فإن الضمة في نحو قيل وبيع لا تصح لأنها إشمام ضم للكسرة والكسرة في ( يا غلام اوجل ) كسرة صريحة . فهذا فرق .
قيل : الضمة في حاء ( يا صالح ) ضمة بناء فأشبهت ضمة ( قيل ) من حيث كانت بناء وليس لقولك : ( يا غلام اوجل ) شبيه فيحمل هذا عليه لا كسرة صريحة ولا كسرة مشُوبة . فأما تفاوت ما بين الحركتين في كون إحداهما ضمة صريحة والأخرى ضمة غير صريحة فأمر تغتفر العرب ما هو أعلى وأظهر منه . وذلك أنهم قد اغتفروا اختلاف الحرفين مع اختلاف الحركتين في نحو جمعهم في القافية بين