بها إذا حذفت فإنها حينئذ توغل في الاعتلال والضعف . ولو لم يعلم تمكّن هذه الحروف في الضعف إلاّ بتسميتهم إيّاها حروف العلِّة لكان كافيا . وذلك أنها في أقوى أحوالها ضعيفة ألا ترى أن هذين الحرفين إذا قويا بالحركة فإنك حينئذ مع ذلك مؤنِس فيهما ضعفا . وذلك أن تحمّلهما للحركة أشقّ منه في غيرهما . ولم يكونا كذلك إلا لأن مبنَى أمرِهما على خلاف القوّةِ . يؤكّد ذلك عندك أن أَذهب الثلاث في الضعف والاعتلال الألف . ولمَّا كانت كذلك لم يمكن تحريكها البتّة . فهذا أقوى دليل على أن الحركة إنما يحملها ويسوغ فيها من الحروف الأقوى لا الأضعف . ولذلك ما تجد أخف الحركات الثلاث - وهي الفتحة - مستثقلة فيهما حتى يُجنح لذلك ويُستروحَ إلى إسكانها نحو قوله : .
( يا دار هندٍ عَفَتْ إلا أَثافيها ... ) .
وقوله : .
( كأن أيديهنّ بالقاع القَرِق ... )