الكلام بها وبمنصوب بعدها فوجب أن تكون هي كأنها الفعل المستقِلّ بفاعله والمنصوب هو المفعول بعدها فهى في هذا الوجه كرويد زيدا .
ومن وجه آخر أن قولك : يا زيد لَمّا اطّرد فيه الضمّ وتمّ به القول جرى مجرى ما ارتفع بفِعله أو بالابتداء فهذا أدْوَن حالَىْ يا أعنى أن ( يكون ) كأحد . جزأى الجملة . وفي القول الأوّل هي جارية مجرى الفعل مع فاعله . فلهذا قوى حكمها وتجاوزت رتبة الحروف التي إنما هي ألحاق وزوائد على الجُمْل .
فلذلك عملت يا ولم تعمل هل ولا ما ولا شئ من ذلك النصبَ بمعنى الفعل الذي دلّت عليه ونابت عنه . ولذلك ما وُصلت تارة بنفسها في قولك : يا عبد الله وأخرى بحرف الجرّ نحو قوله : يا لبكرٍ فجرت في ذلك مجرى ما يصل من الفعل تارة بنفسه وأخرى بحرف الجرّ نحو قوله : خشَّنت صدره وبصدره وجِئت زيدا وجئت إليه واخترت الرجال ومن الرجال وسمَّيته زيدا وبزيد وكنَيته أبا علىّ وبأبى علىّ .
فإن قلت : ( فقد ) قال الله سبحانه ( ألا يا اسجدوا ) وقد قال غَيْلان : .
( ألا يا اسلمى يا دارَمَىّ على البِلَى ... )