وقبيح أفعاله : قد أخرب علىّ ضيعتى ومّوت علىّ عواملى وأبطل علىّ انتفاعى . فعلى هذا لو قيل : فخرّ عليهم السقف ولم يقل من فوقهم لجاز أن يظن به أنه كقولك قد خربت عليهم دارهم وقد أهلكتُ عليهم مواشيهم وغَلاّتهم وقد تلفِت عليهم تجاراتهم . فإذا قال : ( مِن فوقهم ) زال ذلك المعنى المحتمَل وصار معناه أنه سقط وهم من تحته . فهذا معنى غير الأوّل .
وإنما ( اطّردت على ) في الأفعال التي قدّمنا ذكرها مثل خرِبتْ عليه ضيعته وموَّتَتْ عليه عواملُه ونحو ذلك من حيث كانت ( على ) في الأصل للاستعلاء . فلما كانت هذه الأحوال ( كُلفا و ) مَشَاقّ تخفض الإنسان وتضعه وتعلوه وتَفرعه حتىّ يخضع لها ويخنع لِما يتسدّاه منها كان ذلك من مواضع على ألا تراهم يقولون : هذا لك وهذا عليك فتستعمل اللام فيما تؤثره وعلى فيما تكرهه قالت : .
( سأَحمل نفسى على آلة ... فإمّا عليها وإمّا لها )