هذا هو الحديث : أن ( تنقل بالهمز ) فيُحدثَ النقل تعدّيا لم يكن قبله .
غير أن ضربا من اللغة جاءت فيه هذه القضِيَّة معكوسة مخالِفة فتجد فعل فيها متعدّيا وأفعل غير متعدّ .
وذلك قولهم : أجفل الظليمُ وجفلته الريح وأشنق البعيرُ إذا رفع رأسه وشَنقْته وأنزف البئرُ إذا ذهب ماؤها ونَزَفتها وأقشع الغيمُ وقَشَعتْه الريح وأنسل ريشُ الطائر ونسلْته وأمْرَتِ الناقةُ إذا دَرّ لبنها ومَرَيتها .
ونحو من ذلك ألوت الناقةُ بذَنَبها ولوَتْ ذَنَبها وصرَّ الفرس أذُنه وأَصرَّ بأذنه وكبَّه الله على وجهه وأكبَّ هو وعلوت الوسادة وأعليت عنها .
فهذا نقض عادة الاستعمال لأن فَعَلت فيه متعدّ وأفعلت غير متعدّ .
وعلَّة ذلك - عندى - أنه جُعل تعدى فعلت وجمودُ أفعلت كالعَوض لفعلت من غلبة أفعلت لها على التعدّي نحو جلس وأجلسته ونهض وأنهضته كما جعل قلب الياء واوا في التَقَوى والرَعْوى والثَنْوى والفتوى عوضا للواو من كثرة دخول الياء عليها وكما جُعل لزوم الضرب الأوّل من النسْرح لمفتعلن وحظر مجيئه تامّا أو مخبونا بل توبعت فيه الحركات الثلاث البتَّة تعويضا للضرب من كثرة