فيه قولان : أحدهما أن ( هالكا ) بمعنى مُهلِك أي مُهْلك مَنْ تعرّج فيه . والآخر : ومهمهٍ هالِك المتعرّجين فيه كقولك : هذا رجل حسن الوجهِ فوضع ( مَن ) موضع الألف واللام . ومثله هبط الشئُ وهبطته قال : .
( ما راعنى إلا جَنَاحٌ هابطا ... على البيوت قَوْطَه العُلاَبِطا ) .
أي مهبطا قوطه . وقد يجوز أن يكون أراد : هابطا بقوطه فلمّا حذف حرف الجرّ نصب بالفعل ضرورة . والأوّل أقوى .
فأما قول الله سبحانه ( وإنَّ مِنْها لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) فأجود القولين فيه أن يكون معناه : وإن منها لَمَا يهبط مَنْ نظر إليه لخشيةِ الله . وذلك أن الإنسان إذا فكَّر في عِظَم هذه المخلوقات تضاءل وتخشّع وهبطت نفسُه لعظم ما شاهد . فنسب الفعل إلى تلك الحجارة لما كان السقوط والخشوع مسببَّا عنها وحادثا لأجل النظر إليها كقول الله سبحانه ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمَى ) وأنشدوا بيتَ الآخر : .
( فاذكرى موقفى إذا التقت الخيلُ ... وسارت إلى الرجال الرجالا ) .
أي وسارت الخيلُ الرجالَ إلى الرجال