اطَّرد واتّسع فحملُه على القلب يَبْعد في الصنعة و ( يصغِّر المعنى ) . وكأنّ هذا الموضع لمَّا خفى على بعضهم قال في تأويله : إن العَجَل هنا الطِين . ولعمري إنه في اللّغة كما ذَكَر غير أنه في هذا الموضع لا يراد به إلاّ نفس العجَلة والسرعة ألا تراه - عزَّ اسمه - كيف قال عقبة ( سأُرِيكُمْ آياتيِ فَلاَ تَسْتعْجِلونِ ) فنظيره قوله تعالى ( وخُلِقَ الإنْسَانُ عَجُولاً ) ( وخُلِقَ الإنسَانُ ضَعِيفاً ) لأن العجلة ضرب من الضعف لِمَا تؤذن به من الضرورة والحاجة .
فلمَّا كان الغرض في قولهم : رجل عدل وامرأة عدل إنما هو إرادة المصدر والجنس جُعِل الإفراد والتذكير أمارةً للمصدر المذكر .
فإن قلت : فإن نفس لفظ المصدر قد جاء مؤنَّثا نحو الزيادة والعبادة والضئولة والجهومة والمَحْمِية والموجِدة والطلاقة والسَبَاطة . وهو كثير جدّا . فإذا كان نفس المصدر قد جاء مؤنثا فما هو في معناه ومحمول بالتأويل عليه أحجى بتأنيثه .
قيل : الأصل - لقوّته - أحمل لهذا المعنى من الفرع لضعفه . وذلك أن الزيادة والعبادة والجهومة والطلاقة ونحو ذلك مصادر غير مشكوك فيها فلحاق التاء لها لا يُخرِجها عمَّا ثبت في النفس من مصدريتها . وليس كذلك الصفة لأنها ليست في الحقيقة مصدرا وإنما هي متأوّلة عليه ومردودة بالصنعة إليه . فلو قيل : رجل عدل وامرأة عدلة - وقد جرت صفة