فبرّة اسم علم لمعنى البّر فلذلك لم يصرف للتعريف والتأنيث . وعن مثله عُدِل فجار أي عن فَجْره . وهي عَلَم غير مصروف كما أن برّة كذلك . وقول سيبويه : إنها معدولة عن الفَجْرة تفسير على طريق المعنى لا على طريق اللفظ . وذلك أنه أراد أن يعرَّف أنه معدول عن فجرة علما ولم تستعمل تلك علما فَيُريَك ذلك فعدَل عن لفظ العلمية المراد إلى لفظ التعريف فيها المعتاد . وكذلك لو عدلت عن برّة هذه لقلت : برارِ كما قال : فجارِ . وشاهد ذلك أنهم عدلوا حذامِ وقطام عن حاذمة وقاطمة وهما عَلَمان فكذلك يجب أن تكون فَجَارِ معدولة عن فَجْرَة علما أيضا .
ومن الأعلام المعلَّقة على المعاني ما استعمله النحويون من عباراتهم في المثُلُ المقابَلِ بها الممَّثلات نحو قولهم : ( أفعلُ ) إذا أردت به الوصف وله ( فعلاء ) لم تصرفه . فلا تصرف أنت ( أفعل ) هذه من حيث صارت علما لهذا المثال نحو أحمر وأصفر وأسود وأبيض . فتجرى ( أفعل ) هذا مجرى أحمد وأصرم عَلَمين . وتقول : ( فاعلة ) لا تنصرف معرفة وتنصرف نكرة . فلا تصرف ( فاعله ) لأنها عَلَم لهذا الوزن فجرت مَجْرَى فاطمة وعاتكة . وتقول : ( فَعْلان ) إذا كانت له ( فَعْلَى ) فإنه لا ينصرف معرفة ولا نكرة . فلا تصرف ( فعلان ) هذا لأنه عَلَم لهذا الوزن بمنزلة حَمْدان وقحطان . وتقول : وزن طلحة ( فَعْلة ) ومثال عَبَيْثُرَان ( فَعَيْلُلان ) ومثال إسحارّ ( إفعالّ ) ووزن إستبرق ( إستفعل ) ووزن طرِيفة ( فعيِلة ) . وكذلك جميع ما جاء من هذا الطرز . وتقول : وزن إبراهيم ( فِعلاليلٌ ) فتصرف هذا المثال لأنه لا مانع له من الصرف