القياس وتقتاد إليه دواعي النظر والإنصاف حُمل عليها ونُسِبت الصنعة فيه إليها . وما تجاوز ذلك فخفى لم تُوءسِ النفس منه ووُكِل إلى مصادقة النظر فيه وكان الأحرى به أن يتّهم الإنسان نظره ولا يخِفّ إلى ادّعاء النقض فيما قد ثبّت الله أطنابه وأحصف بالحكمة أسبابه . ولو لم يُتنَّبه ( على ذلك ) إلا بما جاء عنهم من تسميتهم الأشياء بأصواتها كالخازِبازِ لصوته والبطِّ لصوته والخاقباقِ لصوت الفرج عند الجماع . والواقِ للصرد لصوته وغاقِ للغراب لصوته وقوله تداعين باسِم الشِيب لصوت مشافرها وقوله .
( بينما نحن مُرْتِعون بفَلْج ... قالتِ الدُّلَّحُ الرِواء إِنِيهِ ) .
فهذا حكاية لَرَزَمة السحاب وحنينِ الرعد وقولهِ : .
( كالبحر يدعو هَيْقَما وهيقما ... ) .
وذلك لصوته . ونحو منه قولهم : حاحيت وعاعيت وهاهيت إذا قلت : حاء وعاءِ وهاءِ . وقولهم : بسملت وهيللت وحولقت كل ذلك ( وأشباهه ) إنما يرجع في اشتقاقه إلى الأصوات . والأمر أوسع