الكلام الستةَ على القوَّة والشدَّة وتقاليبَ القول الستّة على الإسراع والخِفّة . وقد مضى ذلك في صدر الكتاب .
لكن بقى علينا ( أن نحضِر هنا ) مما يتّصل بهِ أحرفا تؤنِّس بالأوّل وتُشجّع منه المتأمّل .
فمن ذلك تقليب ( ج ب ر ) فهي - أين وقعت - للقوّة والشدّة . منها ( جبرت العظم والفقير ) إذا قوّيتهما وشددْت منهما والجَبْر : الملِك لقوّته وتقويته لغيره . ومنها ( رجل مجرَّب ) إذا جَرَستْه الأمور ونجذَته فقويت مُنَّته واشتدَّت شكيِمته . ومنه الجِرَاب لأنه يحفظ ما فيه وإذا حُفظ الشيء وروعى اشتدّ وقوى وإذا أُغفل وأُهمل تساقط ورَذِىَ . ومنها ( الأبجر والبُجْرة ) وهو القوى السُرَّة . ومنه قول علىّ صلوات الله عليه : إلى الله أشكو عُجرِى وبُجَرِى تأويله : همومى وأحزاني وطريقه أن العُجْرة كل عُقْدة في الجَسَد فإذا كانت في البطن والسرّة فهي البُجرة والبَجَرة تأويله أن السُرَّة غلُظت ونتأت فاشتدّ مسُّها وأمرها . وفُسّر أيضا قوله : عُجَرى وبُجَرى أي ما أُبدى وأُخفى من أحوالى . و ( منه البُرْج لقوته في نفسه وقوّة ما يليه ) به وكذلك البرج لنقاء بياض العين وصفاء سوادها هو قوّة أمرها