وهو كثير والآخر أن يكون من باب السلب كأنه سلب القبح منها كما قيل للحَرَم : نالة . ولخشبة الصِرار تَوْدية ولجوِّ السماء السُكَاك .
ومنه تحوِّب وتأثَّم أي ترك الحُوب والإثم .
وهو باب واسع وقد كتبنا منه في هذا الكتاب ما ستراه بإذن الله تعالى . وأهل اللغة يسمعون هذا فيرونه ساذجا غُفْلا ولا يحسنون لما نحن فيه من حديثه فرعا ولا أصلا .
ومن ذلك قولهم : الفِضّة سميّت بذلك لانفضاض أجزائها وتفرُّقها في تراب مَعْدِنها كذا أصلها وإن كانت فيما بعد قد تُصَفَّى وتهدَّب وتسِبك . وقيل لها فِضَّة كما قيل لها لُجَين . وذلك لأنها ما دامت في تراب معدنِها فهي ملتزِقة ( في التراب ) متلجِّنة به قال الشمَّاخ : .
( وماءٍ قد وردتُ أُمَيْمَ طامٍ ... عليه الطيرُ كالورَقِ اللَجِينِ ) .
أي المتلزق المتلجّن وينبغي أن يكونوا إنما أَلزموا هذا الاسم التحقير لاستصغار معناه ما دام في تراب معدنِه . ويشهد عندك بهذا المعنى قولهم في مُراسِلة ( الذهب )