يَشَمُّه إليه وليس من خبائث الأرواح فبعرضَ عنه ويُنحَرف إلى شِقِّ غيرهِ ألا ترى إلى قوله : .
( ولو أنّ رَكْبا يَّمموك لقادهم ... نسيمُك حتى يَستِدلَّ بك الركب ) .
وكذا تجد أيضا معنى المسْك . وذلك أنه ( فِعْل ) من أمسكت الشيء كأنه لِطيب رائحته يُمسك الحاسَّة عليه ولا يعدِل بها صاحبُها عنه . ومنه عندي قولهم للجِلد : ( المَسْك ) هو فَعْل من هذا الموضع ألا ترى أنه يُمسك ما تحته من جسم الإنسان وغيره من الحيوان . ولولا الجِلدْ لم يتماسك ما في الجسم : من اللحم والشحم والدم وبقِيَّة الأمشاج وغيرها .
فقولهم إذا : مِسْك يلاقي معناه معنى الِصُوار وإن كانا من أصلين مختلفين وبناءين متباينين : أحدهما ( م س ك ) والآخر ( ص و ر ) كما أن الخَلِيقة من ( خ ل ق ) والسجّية من ( س ج و ) والطبيعة من ( ط ب ع ) والنحيتة من ( ن ح ت ) والغريزة من ( غ ر ز ) والسليقة من ( س ل ق ) والضريبة من ( ض رب ) والسجيحة من ( س ج ح ) والسُرجُوجة والسِرْجِيجة من ( س ر ج ) والنِجار من ( ن ج ر ) والمَرِن من ( م ر ن ) . فالأصول مختلفة والأمثلة متعادية والمعاني مع ذينك متلاقة .
ومن ذلك قولهم : صبىّ وصبيَّة وطِفْل وطِفلة وغلام وجارية وكله لِليِّن والانجذاب وترك الشدّة والاعتياص . وذلك أن صبِيّا من صبوت إلى الشيء إذا