فرس مستنّ لنشاطه وهذا مكان مستنّ فيه إذا اسَتنّت فيه الخيل ومنه قولهم ( اسَتّنتِ الفِصَالُ حتى القَرْعى ) .
وكذلك افعَلَّ وافعالَّ من المضاعف أيضا نحو هذا بُسرْ محمرّ وحمارّ وهذا وقت محمرّ فيه ومحمارّ فيه . فأصل الفاعل محمرِر ومحمارِر مكسور العين وأصل المفعول محمرر فيه ومحمارَر فيه مفتوحها .
وليس كذلك اسم الفاعل والمفعول في افعلّ وأفعال ( إذا ضعِّف فيه حرفا علّة ) بل ينفصل فيه اسم الفاعل من اسم المفعول عندنا . وذلك قولك : هذا رجل مُرْعَوٍ وأمر مُرْعَوًى إليه وهذا رجل مغْزَاوٍ وهذا وقت مُغْزَاوًى فيه لكنه على مذهب الكوفيين لا فرق بينهما لأنهم يدَّغمون هذا النحو من مضاعف المعتلّ ويجرُونه مُجرى الصحيح فيقولون أغزاوَّ يغزاو وآغزوَّ يغزَوّ . واستشهد أبو الحسن على فساد مذهبهم بقول العرب : ارعَوَى . قال ولم يقولوا : ارعَّو . ومثله من كلامهم قول يزيد بن الحكَمَ - أنشدنيه أبو علي وقرأته في القصيدة عليه - : .
( تبدّلْ خيلا بي كشكلك شكلُه ... فإني خليلا صالحا بك مُقْتَوِى ) .
فهذا عندنا مُفْعلٌّ من القَتْو وهو المراعاة والخدمة كقوله : .
( إنى امرؤ من بنى خُزَيمة لا ... أُحِسنُ قَتْو الملوك والحَفدا )