دعا ذلك أقواماً نُزرت من معرفة حقائق هذا العلم حظوظهم وتأخّرت عن إدراكه أقدامهم إلى الطعن عليه والقدح في إحتجاجاته وعِلَله وسترى ذلك مشروحاً في الفصول بإذن اللّه تعالى .
ثم إن بعض من يعتادني ويُلمّ لقراءة هذا العلم بي ممن آنسُ بصحبته لي وأرتضي حال أخذه عني سأل فأطال المسألة وأكثر الحفاوة والملاينة أن أُمضِي الرأي في إنشاء هذا الكتاب وأُوليه طرفاً من العناية والإنصباب فجمعت بين ما أعتقده من وجوب ذلك علىّ إلى ما أوثره من إجابة هذا السائل لي فبدأت به ووضعت يدي فيه واستعنت اللّه على عمله واستمددته سبحانه من إرشاده وتوفيقه وهو عزّ اسمه مؤتِي ذاك بقدرته وطَوله ومشيئته