( وأيت إلى لفظ أويت ) فطريقه أن تبنى من ( وأيت ) فَوْعلاً فيصير بك التقدير فيه إلى ( وَوْأَى ) فتقلب اللام ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها فيصير ( وَوْأًى ) ثم تقلب الواو الأولى همزة لاجتماع الواوين في أول الكلمة فيصير أوأى ثم تخفف الهمزة فتحذفها وتلقى حركتها على الواو قبلها فيصير ( أَواً ) اسما كان أو فعلا . فقد رأيت كيف استحال لفظ ( وأى ) إلى لفظ ( أوا ) من غير تعجرف ولا تهكّم على الحروف .
وكذلك لو بنيت مثل فَوْعال لصرت إلى ( وَوْآىٍ ) ثم إلى ( أَوْآىٍ ) ثم ( أوْآءٍ ) ثم تخفّف فيصير إلى ( أواءٍ ) فيشبه حينئذ لفظ ( آءة ) أو أويت أو لفظ قوله : .
( فأوّ لِذِكراها إذا ما ذكرتها ... ) .
وقد فعلت العرب ذلك منه قولهم : ( أُوار النارِ ) وهو وَهَجها ولَفْحُها ذهب فيه الكسائيّ مذهبا حسنا - وكان هذا الرجل كثيرا في السداد والثِقة عند أصحابنا - قال : هو ( فُعَال ) من وَأرْتُ الإرَة أي احتفرتها لإضرام النار فيها . وأصلها ( وُآر ) ثم خفّفت الهمزة فأُبدلت في اللفظ واوا فصارت ( وُوَار ) فلمَّا التقت في أوّل الكلمة الواوان وأجرى غير اللازم مجرى اللازم أبدلت الأولى همزة فصارت ( أوَار ) أفلا ترى إلى استحالة لفظ ( وأر ) إلى لفظ ( أور ) بالصنعة