الشئ مِنْتِن فكسروا أوَّله لآخره وهو مُنْحَدُر من الجبل فضمّوا الدال لضمَّة الراء . وعليه قالوا : هو يجوءك وينبؤك فأثَّر المتوقَّع لأنه كأنه حاضر . وعلى ذلك قالوا : امرأة شمباء وقالوا : العمبر ونساء شُمْب فأبدلوا النون ميما لما يُتوقَّع من مجئ الباء بعدها . وعليه أيضا أبدلوا الأول للآخر في الإدغام نحو مَرَّأيت واذهَفىِّ ذلك واصْحَمَّطرا . فهذا كله وما يجري مجراه مما يطول ذكره يَشهد لأن كل ما يُتوقَّع إذا ثبت في النفس كونهُ كان كأنه حاضر مشاهَد . فعلى ذلك يكونون قدّموا بناء نحوكم وكيف وحيث وقبل وبعد عِلْماً بأنهم سيستكثرون فيما بعد منها فيجب لذلك نغييرها .
فإن قلت : هَّلاَ ذهبت إلى أن الأسماء أسبق رتبةً من الأفعال في الزمان كما أنها أسبق رتبة منها في الاعتقاد واستدللت على ذلك بأن الحكمة قادت إليه إذْ كان الواجب أن يبدءوا بالأسماءِ لأنها عبارات عن الأشياءِ ثم يأتوا بعدها بالأفعال التي بها تدخل الأسماء في المعاني والأحوال ثم جاءوا فيما بعد بالحروف لأنك تراها لواحقَ بالجُمَل بعد تركبها واستقلالها بأنفسها نحو إن زيدا أخوك