قيل قد يمكن أن يكون ذلك وقع إليه من لغةٍ قديمةٍ قد طال عهدُها وعفا رسمها وتأبَّدت معالمها أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحجَّاج عن أبي خَليفة الفضل بن الحُبَاب قال قال ابن عَونٍ ابن سِيرِين قال عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه كان الشِعْر عِلْم القوم ولم يكن لهم عِلْم أصّح منه فجاء الإسلام فتشاغلت عنه العربُ بالجهاد وغَزْو فارسَ والروم ولِهيت عن الشعر وروايته فلَّما كثر الإسلام وجاءت الفتوح واطمأنّت العربُ في الأمصار راجعوا رواية الشعر فلم يئولوا إلى ديوانٍ مدوَّن ولا كتابٍ مكتوب وألفْوَ ذلك وقد هلك من العربَ من هلك بالموت والقتل فحفِظوا أقلَّ ذلك وذهب عنهم كثيره .
وحدَّثنا أبو بكر أيضا عن أبي خليفة قال قال يونس بن حبيب قال أبو عمرو ابن العلاء ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقلُه ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير فهذا ما تراه وقد روى في معناه كثير .
وبعد فلسنا نشكّ في بعدِ لغة حِمْيَرَ ونحوها عن لغة ابني نزارٍ فقد يمكن ان يقع شىء من تلك اللغة في لغتهم فيساءَ الظنُ فيهِ بمن سمِع منه وإنما هو منقول من تلك اللغة