ومن عِل ومن علا ومن عَلْوُ ومن عَلْوَ ومن عَلْو ومن عُلُو ومن عالٍ ومن مُعَالٍ فإذا أرادوا النكرة قالواَ من علِ وههنا من هذا ونحوه أشباه له كثيرة .
وكلما كثرت الألفاظ على المعنى الواحد كان ذلك اولى بأن تكون لغاتٍ لجماعات اجتمعت لإنسان واحد من هَنَّا ومن هَنَّا ورَوَيتُ عن الأصمعيّ قال اختلف رجلان في الصَقْر فقال أحدهما الصقر بالصاد وقال الآخر السَقْر بالسين فتراضيا بأوّل وارِد عليهما فحكيا له ما هُمَا فيهِ فقال لا أقول كما قلتا إنما هو الزَقْر أفلا ترى إلى كل واحد من الثلاثة كيف أفاد في هذه الحال إلى لغته لغتين أُخريين معها وهكذا تتداخل اللغات وسنفرد لذلك بابا بإذن الله عزَّ وجلَّ .
فقد وضح ما أردنا بيانه من حال اجتماع اللغتين أو اللغات في كلام الواحد من العرب .
باب في تركُّب اللغات .
اعلم أن هذا موضع قد دعا أقواما ضعف نظرهم وخفَّت إلى تلقيّ ظاهر هذه اللغة أفهامُهم أن جمعوا أشياء على وجه الشذوذِ عندهم وآدّعَوا أنها موضوعة في أصل اللغة على ما سمعوه بِآخَرةٍ من أصحابها وأُنْسُوا ما كان ينبغي أن يذكروه وأضاعوا ما كان واجبا أن يحفظوه ألا تراهم كيف ذكروا في الشذوذ ما جاء على