الثلاثيّ كِسَبْطرٍ من سَبِطٍ ودِمَثْر من دَمِث ألا ترى انه ليس في الأفعال فَعْلَن وإنِما ذلك في الأسماء نحو عَلْجَن وخَلْبَن .
ومما يدّلك على أنّ ما قيس على كلام العرب فإنه من كلامها أنك لو مررت على قوم يتلاقَون بينهم مسائلَ أبنيِة التصريف نحو قولهم في مثال صَمَجْمَح من الضرب ضَرَبْرَب ومن القتل قَتَلْتَل ومن الأكل أَكَلكَل ومن الشرب شَرَبربَ ومن الخروج خَرَجرَج ومن الدخول دَخَلْخَل وفي مثل سفرجل من جعفر جَعَفْرَر ومن صقعب صَقَعْبَب ومن زِبْرٍج زَبَرْجَج ومن ثُرْتُم ثَرَتْمَم ونحو ذلك فقال لك قائل بأيّ لغة كان هؤلاء يتكلمون لم تجد بُدَّا من ان تقول بالعربيَّة وإِن كانت العرب لم تَنطق بواحد من هذه الحروف .
فإن قلت فما تصنع بما حدّثكم به أبو صالح السَلِيل بن أحمد بن عيسى ابن الشَيْخ عن أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا الخليل بن أَسَد النُوشَجانيّ قال قرأتُ على الأصمعيّ هذه الأرجوزة للعجَّاج .
( يا صاِح هل تعرف رَسْماً مُكْرَساً ... ) فلما بلغْتُ .
( تقاعس الِعزُّ بنا فاقعنسسا ... ) قال لي الأصمعيّ قال لي الخليل أنشدنا رجل .
( ترافع الِعزّ بنا فارفنععا ... )