قولهم الدَوَام وليس أحد يقول الدَيَام فعلمت بذلك أن العارض في هذا الموضع إنما هو من جهة الصنعة لا من جهة اللغة .
ومثل ذلك ما حكاه أبو زيد من قولهم ما هتِ الرِكَّية تَمِيةُ مَيْها مع إجماعهم على امواه وانه لا أحد يقول أمياه ونحوٌ من ذلك ما يحكى عن عُمَارة بن عَقِيل مِن أنه قال في جمع ريح أرياح حتى نُبِّه عليه فعاد إلى أرواح وكأن أرياحا أسهل قليلا لأنه قد جاء عنهم قوله .
( وعلىَّ من سدَف العشىّ رَياَح ... ) فهو بالياء لهذا آنس .
وجماع هذا الباب غلبة الياء على الواوِ لخفَّتها فهم لا يزالون تسببُّا إليها ونَجْشا عنها واستثارة لها وتقرُّبا ما استطاعوا منها .
ونحو هذه الطريق في التدريج حملهم عِلْباوان على حمراوان ثم حملهم رِداَواِن على عِلْبَاوان ثم حملهم قُرَّاوان على رِدَاوان وقد تقدّم ذكره وفي هذا كافٍ ممَا يرد في معناه بإذن الله تعالى .
ومن ذلك أنه لمّا إطَّردت إضافة أسماء الزمان إلى الفعل نحو قمتُ يوم قمتَ وأجلسُ حين تجلس شبهَّوا ظرف المكان بها في حيث فتدرّجوا من حِين إلى حيث فقالوا قمت حيث قمت ونظائره كثيرة