وإياك والحنبليّة بحتا فإنها خلف ذميم ومطعم على عِلاَّته وخيم .
وقال سيبويه هذا باب علم ما الكلُم من العربيّة فاختار الكلم على الكلام وذلك أن الكلام اسم من كَلّم بمنزلة السلام من سلم وهما بمعنى التكليم والتسليم وهما المصدران الجاريان على كلّم وسلّم قال الله سبحانه ( وكلم الله موسى تكِليما ) وقال عزّ اسمه ( صلّوا عليِه وسلّموا تسليما ) فلما كان الكلام مصدرا يصلح لما يصلح له الجنس ولا يختصّ بالعدد دون غيره عَدَل عنه إلى الكلم الذي هو جمع كلمة بمنزلة سِلمة وسلِم ونبِقة ونبِق وثِفنة وثفِن وذلك أنه أراد تفسير ثلاثة أشياء مخصوصة وهي الاسم والفعل والحرف فجاء بما يخص الجمع وهو الكلم وترك ما لايخصّ الجمع وهو الكلام فكان ذلك أليق بمعناه وأوفق لمراده فأمّا قول مزاحم العُقَيليّ .
( لظّل رهينا خاشع الطَّرف حطّه ... تَخلّبُ جَدْوَى والكلامُ الطرائف )