وقال الراجز .
( امتلأ الحوض وقال قطني ... ) .
وقال الآخر .
( بينما نحن مُرِتعون بفَلْج ... قالت الدُلَّج الرِواء إنِيهِ ) .
انيِه صوت رَزَمة السحاب وحنينِ الرعد وأنشدوا .
( قد قالت الأنساع للبطنِ الحقِ ... ) .
فهذا كله اتساع في القول الأخر .
ومما جاء منه في الكلام قول الأخر .
( فصبّحت والطير لم تَكَلّم ... جابية طُمّت بسيلٍ مفعَم ) .
وكأن الأصل في هذا الاتّساع إنما هو محمول على القول ألا ترى إلى قلّة الكلام هنا وكثرة القول وسبب ذلك وعلّته عندي ما قدّمناه من سعة مذاهب القول وضيق مذاهب الكلام وإذا جاز أن نسمّي الرأي والاعتقاد قولا وإن لم يكن صوتاً كانت تسمية ما هو أصوات قولا أجدر بالجواز ألا ترى أن الطير لها هدير والحوض له غطيط والانساع لها أطيط والسحاب له دَوِيّ فأما قوله وقالت له العينان سمعاً وطاعة فإنه وإن لم يكن منهما صوت فإن الحال