ونظير هذا عندي قول طَرَفة .
( في جِفانٍ تعترِي نادِيَنا ... وسَدِيٍف حين هاج الصِنبَّرِ ) .
يريد الصِنَّبْر فاحتاج للقافية إلى تحريك الباء فتطرّق إلى ذلك بنقل حركة الإعراب إليها تشبيها بباب قولهم هذا بَكُرْ ومررت بَبَكْر وكان يجب على هذا أن يضمّ الباء فيقول الصِنَّبُرْ لأن الراء مضمومة إلا أنه تصوّر معنى إضافة الظرف إلى الفعل فصار إلى انه كأنه قال حين هَيْج الصِنَّبر فلمَّا احتاج إلى حركة الباء تصور معنى الجرّ فكسر الباء وكأنه قد نَقَل الكسرة عن الراء إليها ولولا ما اوردته في هذا لكان الضمّ مكان الكسر وهذا أقرب مأخذا من ان تقول إنه حرّف القافية للضرورة كما حرّفها الآخَر في قوله .
( هل عرفتَ الدار أم انكرتها ... بين تِبراكٍ فشَسَّىْ عَبقُر ) .
في قول من قال أراد عَبْقَر ثم حرّف الكلمة ونحُوه في التحريف قول العبد