فما كان أقوى قياسَه وأشدَّ بهذا العلم اللطيف الشريف أنسه فكأنه إنما كان مخلوقا له وكيف كان لا يكون كذلك وقد أقام على هذه الطريقة مع جِلَّة أصحابها واعيان شيوخها سبعين سنة زائحةً علَلُه ساقطةً عنه كُلَفُه وجعله هَمَّه وسَدَمه لا يعتاقه عنه وَلَد ولا يعارضه فيه مَتْجَر ولا يسوم بِه مَطْلبا ولا يخدُم به رئيسا إلاّ بأخَره وقد حط من أثقالِه وألقى عصا تَرحاله ثم إني ولا أقول إلاّ حقًّا لاعجب من نفسي في وقتي هذا كيف تُطوع لي بمسئلة ام كيف تطمح بي إلى انتزاع عِلة مع ما الحال عليهِ من عُلَقِ الوقت وأشجانه وتذاؤبهِ وخَلْج أشطانِه ولولا معازة الخاطرِ واعتناقه ومساورة الفكر واكتداده لكنت عن هذا الشأن بَمْعِزل وبأمرِ سواه على شُغُل .
وقال لي مَّرة C تأنيسا بهذه الانتقالات كما جاز إذا سمَّيت بضَرَب أن تُخرجه من البناء إلى الإعراب كذلك يجوز أيضا أن تخرجه من جنس إلى جنس إذا أنت نقلته من موضعه إلى غيره .
ومن طريف ما ألقاه رضي الله تعالى عنه على أنه سألني يوما عن قولهم هات لا هاتيتَ فقال ما هاتيت فقلت فاعلت فهاِت من هاتيت كعاطِ من عاطيت فقال أشىء آخر فلم يحضر إذ ذاك فقال أنا أرى فيه غير هذا فسألته عنه فقال يكون فعليت قلت مِمّه قال من الهُوَتْة