مبتدأ وخبرا وأنت إذا قلت يقوم زيد فإنما الكلام من فعل وفاعل فكيف ذلك فالجواب أنه لا يمتنع أن يعتقد مع كان في قولنا كان يقوم زيد أن زيدا أمر مرتفع بكان وانَّ يقوم مقدّم عن موضعه فإذا حذفت كان زال الاتّساع وتأخّر الخبر الذي هو يقوم فصار بعد زيد كما ان ألف عَلْقاةٍ للإلحاق فإذا حذفت الهاء استحال التقدير فصارت للتأنيث حتى قال .
( فكَرِّ في عَلْقَي وفي مُكُور ... ) .
على ذا تأوله أبو عثمان ولم يحمله على أنهما لغتان واظنه إنما ذهب إلى ذلك لما رآه قد كثرت نظائره نحو سُمَانَي وسُمَاناة وشُكَاعَي وشُكَاعاة وبُهْميَ وبُهْماة فألف بُهْمَي للتأنيث وألف بُهْماة زيادة لغير الإلحاق كألف قَبَعْثَريً وضَبَغْطرى ويجوز أن تكون للإلحاق بجُخْدَب على قياس قول أبي الحسن الأخفش إلا أنه إلحاق اختصّ مع التانيث ألا ترى ان احدا لا ينوِّن بُهْمَى فعلى ذلك يكون الحكم على قولنا كان يقوم زيد ونحن نعتقد ان زيدا مرفوع بكان .
ومن ذلك نعتقده في همزة حمراء وصفراء ونحوهما انهما للتأنيث فإن ركِّبت الإسم مع آخر قبله حُرْت عن ذلك الاستشعار والتقدير فيها واعتقدت غيره وذلك أن تركّب مع حمراء اسما قبلها فتجعلهما جميعا كاسم واحد فتَصْرِف حمراء حينئذ وذلك قولك هذا دار حمراءُ ورأيت دارَ حمراءَ ومررت