فإن قلت إن بين المسألتين فرقا وذلك أن الذي قال الأتاويا إنما دخل تحت هذه الكُلْفة والتزم ما فيها من المشقّة وهي ضرورة واحدة وأنت إذا قلت في تكسير مثال فعالة من القوّة قَوَاوٍ قد التزمت ضرورتين إحداهما إبدالك الهمزة الحادثَة في هذا المثال واوا على ضرورة الأتَاويا والأخرى كَنْفك الألف بالواوين مجاورا آخِرهما الطَرَف فتانِك ضرورتان وإنما هي في الأتاويا واحدة وهذا فرق يقود إلى اعتذار وترك .
قيل هذا ساقط وذلك أن نفس السؤال قد كان ضَمِن ما يُلغي هذا الاعتراض ألا ترى انه كان كيف يكسّرِ مثال فِعالة من القوة على قوِل من قال الأتاويا والذي قال ذلك كان قد أبدل من الهمزة العارضة في الجمع واوا فكذلك فأبِدلْها أنت أيضا في مسألتك فأما كون ما قبلَ الألِف واوا او غير ذلك من الحروف فلم يتضمّن السؤالُ ذِكرا له ولا عَيْجًا بهِ فلا يغنى إذاً ذكره ولا الاعتراض على ما مضى بحديثهِ أفلا ترى أن هذا الشاعر لو كان يسمح نفسا بأن يُقر هذه الهمزة العارِضة في أتاٍء مكسورة بحالها كما أقرَّها الآخَر في قوله .
( له ما رأت عينُ البصير وفوقه ... سماءُ الإله فوق سبع سمائيا )