وعلى أنك إن أنعمت النظر ولاطفته وتركت الضجر وتحاميته لم تكد تعدَم قرب بعض من بعض وإذا تأمّلت ذاك وجدته بإذن اللّه .
وأما ك ل م فهذه أيضاً حالها وذلك أنها حيث تقلبت فمعناها الدلالة على القوّة والشدّة والمستعمل منها أصول خمسة وهي ك ل م ك م ل ل ك م م ك ل م ل ك وأهملت منه ل م ك فلم تأتِ في ثَبتٍ .
فمن ذلك الأصل الأوّل ك ل م منه الكَلْم للجرح وذلك للشدّة التي فيه وقالوا في قول اللّه سبحانه ( دابّةً مِن الأرض تُكَلّمهم ) قولين أحدهما من الكَلام والآخر من الكِلام أي تجرحهم وتأكلهم وقالوا الكُلاَم ما غلظ من الأرض وذلك لشدّته وقوّته وقالوا رجل كليم أي مجروح وجريح قال .
( عليها الشيخ كالأسد الكليم ... ) .
ويجوز الكليم بالجرّ والرفع فالرفع على قولك عليها الشيخ الكليم كالأسد والجرّ على قولك عليها الشيخ كالأسد الكليم إذا جرح فحِمى أنَفاً وغضب فلا يقوم له شئ كما قال