قولك : زيدٌ هنٌد شديد عليها هو إذا أَجْرَيت شديدا خبرا عن هند وكذلك قولك : أخواك زيٌد حَسَنٌ في عينه هما والزيدون هِند ظريفٌ في نفِسها هم وما ظنّك أيضا بالشَّفِة المشبِّهِة بالصفة المشبّهة باسم الفاعل نحو قولك : أخوك جاريتُك أكرمُ عليها من عمرو هو وغلاماك أبوك احسنُ عنده من جعفرٍ هما والحَجرُ الحيَّةُ اشدُّ عليها من العصا هو .
ومن قال : مررت برجل أبي عشرةٍ ابوه قال : اخواك جاريتهما ابو عشرة عندها هما فأظهرت الضمير وكان ذلك احسن من رفعهِ الظاهر لأن هذا الضمير وإِن كان منفصلا ومُشْبِها للظاهر بانفصاله فإنه على كلّ حال ضمير وإنما وحَّدْت فقلت : أبو عشرة عندها هما ولم تُثَنِّه فتقولَ ابواَ عشرةٍ من قَبِلِ انه قد رفع ضميرا منفصلا مشابِها للظاهر فجرى مجرى قولك مررت برجل أبِي عشرة ابواه .
فلّما رفع الظاهر وما يجرى مجرى الظاهر شبَّهه بالفعل فوحّد البتّة ومن قال مررت برجل قائمَينِ اخواه فأجراه مجرى قاما اخواه فإنه يقول مررت برجلٍ أبَوىْ عشرة ابواه والتثنية في ابوى عشرة من وجهٍ تَقْوى ومن آخر تَضْعُف أمّا وجه القوة فلأنها بعيدة عن اسم الفاعل الجاري مجرى الفعل فالتثنية فيه لأنه اسم حَسَنة وامّا وجه الضعف فلأنه على كل حال قد أُعمِل في الظاهر ولم يُعَمل إِلاّ لشَبَهةِ بالفعل وإذا كان كذلك وجب له ان يقوى شَبَه الفعل ليقوم العُذر بذلك في إِعماله عمله ألا ترى أنهم لمَّا شبَّهوا الفعل باسم الفاعِل فأعربوه كنَفُوا هذا المعنى بينهما وايَّدوه بان شبَّهوا اسم الفاعل بالفعل فأعملوه وهذا في معناه واضح سديد كما تراه