ياءاتُها ضَّماتها ألا تراها لا تجتمع معها فلمَّا عاقبتها جرت لذلك مجراها فكما أنك لا تعوّض من الشئِ وهو موجود فكذلك أيضاً يجب ألا تعَّوض منه وهناك ما يعاقبه ويجرى مجراه غير أن الغرض في هذا الكتاب إنما هو الإلزام الأوّل لأنه بهِ ما يصحّ تصور العلَّة وأنها غير متعدّية .
ومن ذلك قول الفرّاء في نحو لغةٍ وثُبةٍ وِرئةٍ ومئةٍ إن ما كان من ذلك المحذوفُ منه الواو فإنه يأتي مضموم الأوّل نحو لغةٍ وبُرَةٍ وثُبَةٍ وكُرٍة وقُلَةٍ وما كان من الياء فإنه يأتي مكسور الأوّل نحو مئةٍ ورئةٍ وهذا يفسده قولهم سَنَة فيمن قال سنوات وهي من الواو كما ترى وليست مضمومة الأول .
وكذلك قولهم عِضة محذوفها الواو لقولهم فيها عِضَوات قال .
( هذا طريق يأْزِم المآزما ... وعِضَوَات تقطع اللهازما ) .
وقالوا أيضاً ضَعَة وهي من الواو مفتوحة الأوّل ألا تراه قال .
( مّتِخدًا مِن ضَعَواتٍ تَوْلجَا ... ) .
فهذا وجه فساد العلل إِذا كانت واقفة غير متعدّية وهو كثير فطالب فيه بواجبه وتأمل ما يَرِد عليك من أمثاله