وإنما غرضنا أنْ نُرِى هنا جُمَلهُ لا أن نشرحه ولا أن نتكلم على تقوِيةِ ما قوِى منه وإضعافِ ما ضعف منه .
الثاني منهما الحكمان في الشئ الواحدِ المختلفان دعت إليهما عِلَّتان مختلفتان وذلك كإعمال أهلِ الحجاز ما النافيةَ للحال وتركِ بني تميم إعمالها وإجرائهم إِيّاها مجرى هل ونحوِها ممّا لا يعمل فكأنّ أهل الحجاز لمّا رأوها داخلة على المبتدأ والخبر دخول ليس عليهما ونافية للحال نفيها إِيّاها أجرَوها في الرفع والنصبِ مجراها إذا اجتمع فيها الشبهانِ بها وكأنّ بني تميم لمّا رأوها حرفا داخلا بمعناه على الجملةِ المستقلَّةِ بنفسها ومباشِرةً لكلِّ واحدٍ من جزأيها كقولك ما زيد أخوك وما قام زيد أجروها مجرى هل ألا تراها داخِلة على الجملة لمعنى النفي دخول هل عليها للاستفهام ولذلك كانت عند سيبويه لغة التميميين أقوى قِياسا من لغة الحجازيّين .
ومن ذلك ليتما ألا ترى أن بعضهم يركِّبهما جميعاً فيسلبُ بذلك ليت عملها وبعضهم يلغي ما عنها فيُقِرُّ عملها عليها فمن ضمَّ ما إلى ليت وكفّها بها عن عملها ألحقها بأخواتها مِن كأنَّ ولعلّ ولكنَّ وقال أيضاً لا تكون ليت في وجوب العمل بها أقوى من الفعل و قد نراه إذا كُفَّ ب ما زال عنه عمله وذلك كقولِهم قلَّما يقوم زيد ف ما