زيد وما كان عاريا مما استثنيناه ألا ترى أنّ شدَّ وإن كان فَعَل فإنه فِعْل وليس كَطلَلٍ وشَرَرٍ وَجَددٍ فيظهرَ وكذلك شَلّت يده فَعِلَتْ وحبّذا زيد أصله حَبُبَ ككرم وقَضُوَ الرجل ومثله شَرَّ الرجلُ من الشرِّ هو فَعُلَ لقولهم شَرُرْتَ يا رجل وعليه جاء رجل شَرِيرٌ كردِىء وعلى ذلك قالوا أجدّ في الامر وأسرّ الحديثَ واستعدّ لخلوّه ممّا شرطناه .
فلو عارضك معارض بقولهم اصبُبِ الماء وامدُد الحبل لقلت ليست الحركتان لازمتين لأن الثانية لالتقاء الساكنين وكذلك إن ألزمك ظهورَ نحو جَلْبَبَ وشَمْلَلَ وقُعْدُدٍ ورِمْدِدٍ قلت هذا كلّه ملحَق فلذلك ظهر وكذلك إنْ أَدْخَل على قولك هما يضربانِنِي ويكرمانِنِي ويدخلانِنا قلتَ سبب ظهوره ان الحرفين ليسا لازمين ألا ترى أن الثاني من الحرفين ليس ملازما لقولك هما يضربان زيدا ويكرمانك ونحو ذلك وكذلك إِن الزمك ظهورَ نحو جُدَدٍ وقِدَدٍ وسُرُرٍ قلت هذا مخالف لمثال فَعُلٍ وفَعِل .
فإن ألزمك نحوَ قولِ قَعْنَبٍ .
( مَهْلاً أعاذِلَ قد جرَّبتِ مِن خُلُقِي ... أَنِّي أجود لأقوام وإِن ضنِنُوا )