الحسن في هذه المسئلة كذا فقد استغنيت ( بقولك : الحسن ) عن قولك : الرجل الفقيه القاضي العالم الزاهد البصريّ الذي كان من حاله كذا ومن أمره كذا فلمّا قلت : الحسن أغناك عن جميع ذلك . فإذا وصِف العَلَم فلأنه كثر المسمَّون به فدخله اللبس فيما بعد فلذلك وُصف ألا ترى أن ما كان مِن الأعلام لا شريك له في العلمية فإنه لا يوصف . وذلك كقولنا : الفرزدق فإنه لا يوصف فيقال : التميميّ ولا نحو ذلك لأنه لم يسمَّ به أحد غيره . وإذا ذكرته باسمه الذي هو همَّام جاز وصفه فقلت همَّام بن غالب لأن همّاما شورك فيه فجاز لذلك لحاق الوصف له .
فإن قلت : فقد يكثر في الأنساب وصف كثيرٍ من الأعلام التي لا شركة فيها نحو قولهم : فلان بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قحطان ونظائره كثيرة قيل : ليس ( الغرض إلا التنقّل به ) والتصعّد إلى فوق وإعلام السامع وجهَ النَسَب وأن فلانا اسم أبيه كذا واسم جدّه كذا . فإنما البغية بذلك استمرار النسب وذكر الآباء شيئا فشيئا على توالٍ . وعلى هذا يجوز أيضا أن يقال : الفرزدق بن غالب فأمّا على التخليص ( والتخصيص ) فلا