ألا ترى أن فاء ميثاق - التي هي واو وثقْت - انقلبت للكسرة قبلها ياء كما انقلبت في ميزان وميعاد فكان يجب على هذا لمّا زالت الكسرة في التكسير أن تعاوِد الواو فتقول على قول الجماعة : المواثيق كما تقول : الموازين والمواعيد . فتركهم الياء بحالها ربما أوهم أن انقلاب هذه الواو ياء ليس للكسرة قبلها بل هو لأمر آخر غيرها إذ لو كان لها لوجب زواله مع زوالها . ومثل ذلك ( ما أنشده ) خَلَف الأحمر من قول الشاعر : .
( عداني أن أزورِك أُمَّ عمرو ... دياوين تُشَقَّق بالمداد ) .
فللقائل أيضا أن يقول : لو أن ياء ديوان إنما قلبت عن واو دِوّان للكسرة قبلها لعادت عند زوالها .
وكذلك للمعترض في هذا أن يقول : لو كانت ألف باز إنما قلبت همزة في لغة من قال : بأز لأنها جاورت الفتحة فصارت الحركة كأنها فيها فانقلبت همزة كما انقلبت لمّا حركت في نحو شأبّة ودأبّة لكان ينبغي أن تزول الهمزة