اى ما تطاير وتهافت منه وشذّ الشىء يشذّ ويَشُذّ شُذوذاً وشَذَّا وأشذذته أنا وشذَذته أيضاً أشذّه بالضم لا غير وأباها الأصمعيّ وقال لا أعرف إلاّ شاذّا أي متفرّقا وجمع شاذّ شُذَّاذ قال .
( كبعض مَن مَرّ من الشُّذَّاذ ) .
هذا أصل هذين الأصلين في اللغة ثم قيل ذلك في الكلام والأصوات على سَمْته وطريقة في غيرها فجعل أهلُ علم العرب ما استمرّ من الكلام في الإعراب وغيره من مواضع الصناعة مطّردا وجعلوا ما فارق ما عليه بقيّة بابه واٌنفرد عن ذلك إلى غيره شاذّا حملاً لهذين الموضعين على أحكام غيرها .
ثم اعلم من بعد هذا أن الكلام في الإّطراد والشذوذ على أربعة أضرب .
مطّرد في القياس والاستعمال جميعاً وهذا هو الغايةُ المطلوبة والمثابةُ المَنُوبة وذلك نحو قام زيد وضربت عمرا ومررت بسعيد .
ومطّرد في القياس شاذّ في الاستعمال وذلك نحو الماضي من يَذَر ويَذَع ويَدَع وكذلك قولهم مَكانٌ مُبقِل هذا هو القياس والأكثر في السماع بأقل والأوّل مسموع أيضاً قال أبو دُواد لابنه دواد يا بنيّ ما أعاشك بعدي فقال دواد .
( أعاشني بعدك وادٍ مُبْقِلُ ... آكُلُ مِن حَوْذانة وأَنْسِل ) .
وقد حكى أيضاً أبو زيد في كتاب حيلة ومحالة مَكانٌ مُبْقلِ ومما يقوى في القياس ويضعف في الاستعمال مفعول عسى اٌسمْاً صَرِيحاً نحو قولك عسى زيد