( حَذَاها من الصيْداء نعلا طراقُها ... حوامِي الكُراع المؤيَدَاتُ العشاوِزُ ) .
ووجه الدلالة من ذلك أنه تكسير عَشَوْزَن فحذف النون لشبهها بالزائد كما حذفت الهمزة في تحقير إسماعيل وإبراهيم لشبهها بالزائد في قولهم : بُريهِم وسُميِعيل وإن كانت عندنا أصلا . فلمَّا حذف النون بقي معه عَشَوْز وهذا مثال فَعَوْل وليس من صُور أبنيتهم فعدله إلى عَشْوَز وهذا مثال فَعْول ليلحق بجَدْول وقَسْور ثم كسّره فقال : عشاوِز . والدليل على أنه قد نقله من عَشَوز إلى عَشْوز أنه لو كان كسّره وهو على ما كان عليه من سكون واوه دون أن يكون قد حرّكها لوجب عليه همزها وأن يقال : عشائز لسكون الواو في الواحد كسكونها في عجوز ونحوها . فأما انفتاح ما قبلها في عَشَوْزٍ فلا يمنعها الإعلال . وذلك أن سبب همزها في التكسير إنما هو سكونها في الواحد لا غير . فأما اتّباعها ما قبلها وغير اتّباعها إياه فليس مما يتعلق عليه حالُ وجوب الهمز أو ترِكه . فإذا ثبت بهذه المسئلة حالُ هذا الحرف قياسا وسماعا جعلته أصلا في جميع ما يعرِض له شيء من هذا التحريف . ويدلّ عليه أيضا قولهم في تحقير أَلندَدٍ أُلَيْدّ ألا ترى أنه لمّا حذف النون بقيِ معه أَلَدَد