أن أعرابيا بشر بمولودة فقيل له نعم المولودة مولودتك فقال والله ما هي بنعم المولودة نصرتها بكاء وبرها سرقة فأدخلوا عليهما حرف الخفض ودخول حرف الخفض يدل على أنهما اسمان لأنه من خصائص الأسماء .
ومنهم من تمسك بأن قال الدليل على أنهما اسمان أن العرب تقول يا نعم المولى ويا نعم النصير فنداؤهم نعم يدل على الاسمية لأن النداء من خصائص الأسماء ولو كان فعلا لما توجه نحوه النداء .
قالوا ولا يجوز أن يقال إن المقصود بالنداء محذوف للعلم به والتقدير فيه يا الله نعم المولى ونعم النصير أنت فحذف المنادى لدلالة حرف النداء عليه كما حذف حرف النداء لدلالة المنادى عليه لأنا نقول الجواب عن هذا أن المنادى إنما يقدر محذوفا إذا ولى حرف النداء فعل أمر وما جرى مجراه كقراءة الكسائي وأبي جعفر المدني ويعقوب الحضرمي وأبي عبد الرحمن السلمي والحسن البصري وحميد الأعرج ( ألا يا اسجدوا لله ) أراد يا هؤلاء اسجدوا وكما قال الأخطل .
( ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر ... وإن كان حيانا عدى آخر الدهر )