وإذا كانت أن المشددة لا تعمل مع الحذف فإن الخفيفة أولى أن لا تعمل وذلك لوجهين .
أحدهما أن أن المشددة من عوامل الأسماء وان الخفيفة من عوامل الأفعال وعوامل الأسماء أقوى من عوامل الأفعال وإذا كانت أن المشددة لا تعمل مع الحذف وهي الأقوى فإن لا تعمل أن الخفيفة مع الحذف وهي الأضعف كان ذلك من طريق الأولى .
والثاني أن أن الخفيفة إنما عملت النصب لأنها أشبهت أن المشددة وإذا كان الأصل المشبه به لا ينصب مع الحذف فالفرع المشبه أولى أن لا ينصب مع الحذف لأنه يؤدي إلى أن يكون الفرع أقوى من الأصل وذلك لا يجوز .
والذي يدل على ضعف عمل أن الخفيفة أنه من العرب من لا يعملها مظهرة ويرفع ما بعدها تشبيها لها بما لأنها تكون مع الفعل بعدها بمنزلة المصدر كما أن ما تكون مع الفعل بعدها بمنزلة المصدر ألا ترى أنك تقول يعجبني أن تفعل فيكون التقدير يعجبني فعلك كما تقول يعجبني ما تفعل فيكون التقدير يعجبني فعلك فلما أشبهتها من هذا الوجه شبهت بها في ترك العمل وقد روى ابن مجاهد أنه قرئ ( لمن أراد أن يتم الرضاعة ) بالرفع وقال الشاعر .
370 .
- ( يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما ... وحيثما كنتما لاقيتما رشدا ) .
( أن تحملا حاجة لي خف محملها ... وتصنعا نعمة عندي بها ويدا ) .
( أن تقرآن على أسماء ويحكما ... مني السلام وأن لا تشعرا أحدا ) .
فقال أن تقرآن فلم يعملها تشبيها لها بما على ما بينا