فعطف وأب على الضمير المرفوع في يكن فدل على جوازه كالعطف على الضمير المنصوب المتصل .
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا إنما قلنا إنه لا يجوز العطف على الضمير المرفوع المتصل وذلك لأنه لا يخلو إما أن يكون مقدرا في الفعل أو ملفوظا به فإن كان مقدرا فيه نحو قام وزيد فكأنه قد عطف اسما على فعل وإن كان ملفوظا به نحو قمت وزيد فالتاء تنزل بمنزلة الجزء من الفعل فلو جوزنا العطف عليه لكان أيضا بمنزلة عطف الاسم على الفعل وذلك لا يجوز .
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين أما احتجاجهم بقوله تعالى ( فاستوى وهو بالأفق الأعلى ) فالواو فيه واو الحال لا واو العطف والمراد به جبريل وحده والمعنى أن جبريل وحده استوى بالقوة في حالة كونه بالأفق وقيل فاستوى على صورته التي خلق عليها في حالة كونه بالأفق وإنما كان قبل ذلك يأتي النبي A في صورة رجل .
وأما ما أنشدوه من قوله .
( قلت إذ أقبلت وزهر تهادى ... ) .
وقول الآخر .
( ما لم يكن وأب له لينالا ... ) .
فمن الشاذ الذي لا يؤخذ به ولا يقاس عليه على أنا نقول إنما جاءها هاهنا لضرورة الشعر والعطف على الضمير المرفوع المتصل في ضرورة الشعر عندنا جائز فلا يكون لكم فيه حجة .
وتشبيههم له بالضمير المنصوب المتصل فلا وجه له بحال لأن الضمير المنصوب المتصل وإن كان في اللفظ في صورة الاتصال فهو في النية في تقدير الانفصال