ومنهم من تمسك بأن قال إنما قلنا ذلك لأن الضمير قد صار عوضا عن التنوين فينبغي أن لا يجوز العطف عليه كما لا يجوز العطف على التنوين والدليل على استوائهما أنهم يقولون يا غلام فيحذفون الياء كما يحذفون التنوين وإنما اشتبها لأنهما على حرف واحد وانهما يكملان الاسم وأنهما لا يفصل بينهما وبينه بالظرف وليس كذلك الاسم المظهر .
ومنهم من تمسك بأن قال أجمعنا على أنه لا يجوز عطف المضمر المجرور على المظهر المجرور فلا يجوز أن يقال مررت بزيد وك فكذلك ينبغي أن لا يجوز عطف المظهر المجرور على المضمر المجرور فلا يقال مررت بك وزيد لأن الأسماء مشتركة في العطف فكما لا يجوز أن يكون معطوفا فلا يجوز أن يكون معطوفا عليه .
والاعتماد من هذه الأدلة على الأول .
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين أما احتجاجهم بقوله تعالى ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) فلا حجة لهم فيه من وجهين أحدهما أن قوله ( والأرحام ) ليس مجرورا بالعطف على الضمير المجرور وإنما هو مجرور بالقسم وجواب القسم قوله ( إن الله كان عليكم رقيبا ) والوجه الثاني أن قوله ( والأرحام ) مجرور بباء مقدرة غير الملفوظ بها وتقديره وبالأرحام فحذفت لدلالة الأولى عليها وله شواهد كثيرة في كلامهم سنذكر طرفا منها مستوفي في آخر المسألة إن شاء الله تعالى .
وأما قوله تعالى ( ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم ) فلا حجة لهم فيه أيضا من وجهين .
أحدهما أنا لا نسلم أنه في موضع جر وإنما هو في موضع رفع بالعطف على الله والتقدير فيه الله يفتيكم فيهن ويفتيكم فيهن ما يتلى عليكم وهو القرآن وهو أوجه الوجهين